حملة كلها حرم
النسخة الثانية
الأعلام ال١١٠٤ المعروفة اليوم بمواقعها ومُسمّيات مواضعها وإحداثيّاتها الضابطة للحدود الشرعية للبلد الحرام، هي حصيلة جهد استمرّ مالا يقل عن 13سنة من العمل البحثي والميداني والإستقصائي المسنود بالعلم المؤصّل شرعيًّا للجنة أعلام الحرم المكّي الشريف .
وقد تمّ تشكيل اللجنة بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله سنة ١٤١٢ هجريّة ، وبناءً على قرار هيئة كبار العلماء .
بلد الله الذي حرّمة يوم خلق السماوات والأرض ليس المسجد الحرام والكعبة الشريفة فقط ، وإنّما هو المكان الذي اختاره الله عزّ وجلّ واصطفاه وأرسل جبريل عليه السلام ليُعرِّف إبراهيم عليه السلام بحدوده، فنصب الخليل الأنصاب ( مواضع الأعلام ) . وتجدّدت الأعلام عبر العصور وخاصة عندما أمر النبي محمد صَلَّى الله عليه وسلّم بتجديدها عند فتح مكّة ، فغدت رعاية الأعلام الضابطة لخريطة البلد الحرام وحدودها سُنّةً للخليلين، اقتدى بها المسلمون إلى زماننا .
وقد حدّد الأزرقي المسافة بين المسجد الحرام والمداخل الرئيسية لمكّة بالميل ، وقدّرها الفارسي بالميل
وبالذراع ، وإبراهيم باشا بالذراع ، ود.عبدالله بن عبدالملك بن دهيش بالكيلومتر ، واعتمد كلّ من د.خضران بن خضر الثبيتي ود.سعود بن مسعد الثبيتي المسافة بالكيلومتر حيث استعملا أحد طرق قيس المسافات إعتمادًا على أحدث التكنولوجيات ، وفي مايلي ما توصّلا إليه في تحديد المسافة بين المسجد الحرام والمدخل :
هذه المسافات كلّها من الحرم وجزء منه، تنطبق عليها أحكام التعظيم بحكُم التحريم الإلهي لها ،فمكّة كلّها حرم.